في شهر فضلا عن جميع المسلمين في دعوى الرؤية، ويندر أن يصل عدد المدعين للرؤية إلى المائة. بينما نجد صريح الروايات على أنه إذا رآه واحد رآه مائة... أو ألف... أو عشرة آلاف، فهل كانت رؤيته بهذا المستوى من السهولة بحيث يمكن أن يصل العدد إلى هذا الحد أو أن الناس كانوا أكثر استهلالا وخبرة في القديم أو نقول بخروج هذا العدد مخرج التمثيل فيكون أشبه شئ بالعنوان المشير إلى كل ما يحصل العلم واليقين ربما مالت النفس إلى ترجيح التفاوت بين الرؤية في القديم والحديث لعوامل منها: قلة الأنوار وخلو السماء من الأبخرة والغازات التي تحجب الرؤية في أغلب أوقات السنة، والتلوث المتصاعد من الصناعة والتقنية الحديثة...
ولعل استقراء شئ من أوراق البيئة العربية ومتابعة العلاقة الحميمة بين البدوي والقناديل المعلقة في سماء الصحراء، واهتدائه بالنجم في رحلاته... ما يضيف شيئا من التقريب.
وقد يكون من الشواهد البينة ما أشارت إليه متون اللغة من تسمية الهلال بالشهر لشهرته ووضوحه. ولذا مال بعض العلماء إلى قبول ما ورد عنهم (عليهم السلام) (وإذا رأيت ظل رأسك فيه فهو لثلاث) (1)