المقام الثالث حول حدود حكم
الصيام المفروض لما كانت النفوس تسعى بطبعها نحو الاستقلالية، وترفض القيود تجدها تبحث عما يخفف عنها وطأة العبودية من مقيد زماني أو مكاني أو أفرادي أو حالي للحكم الصادر من المولى.
والصوم من المسائل التي تحد من حرية
الشهوات الحيوانية التي تجري مجرى دم الانسان وتمتلك عليه عقله، ولهذا كان من الطبيعي أن يفتش المكلف عن مقيد لهذا الحكم. والخطاب وإن جاء عاما لجميع المؤمنين في بداية الآية دالا على مطلوبية
الصوم وفضله حتى من غير البالغين (١) ولكنه قيد فعلية الحكم بعدم السفر والمرض في استثناء متصل بقوله:
﴿ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر﴾ (2)، وأردف ذلك بكلام مستهل