تام لا ينقص أبدا، إلى غير ذلك وربما كان ذلك لأجل الظروف الصعبة التي كانت تحيط بالشيعة الإمامية. وكيف لا وهم يعيشون خلف تلال التقية، ولقد كان أمر الهلال من المسائل الخلافية والخطوط العريضة الفاصلة بين الفريقين منذ الصدر الأول، وأدل دليل على ما تحمل هذه المسألة من الأهمية كونها إحدى القضايا التي أثارها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حينما ثقل حاله في مرضه وربما كان تسجيلا استقباليا منه صلوات الله وسلامه عليه وآله لما يؤول إليه أمر الأمة.
وفي إقامة هذا الأمر على أساس واضح كالرؤية التي هي قضية حسية ما يكشف عن حكمة الشارع المقدس ﴿ليميز الله الخبيث من الطيب﴾ (١)، ﴿ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة﴾ (2).
وبالمستوى الذي أكده أئمة أهل البيت (عليهم السلام) لهذا الأمر من الرؤية القطعية والبينة العادلة أو إتمام العدة، نجد المخالفين لهم لا يكادون يردون ادعاء أحد من المسلمين ولو كان فاسقا رغبة منهم عن أهل البيت (3). وما أبعد هذا عن قول الأئمة (عليهم السلام) (ليس الرؤية أن يراه