فريضة الحج فلم تلحظ التبيعية والمعية فيها بهذا النحو. نعم تحديد الفريضة بالحضور في عرفات وسائر المشاعر أياما معينة معدودة يستلزم الاجتماع والكون على صعيد واحد ولكنه لأجل الخروج من عهدة التكليف كل حسب وظيفته.
وقد أخطأ من زعم أن قوله تعالى: ﴿ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس﴾ (1) لتشريع الصبغة الجماعية في الحج، بل هو لبيان الخروج من عرفات إلى المشعر الحرام والاعراض عما كان يختاره المشركون، وإن استلزم الإفاضة التكاثر عند الخروج (2).
كما أخطأ من تشبث بالدعاء المأثور (اللهم إني أسألك بحق هذا اليوم الذي جعلته للمسلمين عيدا) فإنه لا يعني التبعية المحضة للمسلمين ولأمير الحاج فافهم.
وهذا بخلاف الائتمام في صلاة الجماعة، فإن الإمام إنما جعل فيها ليؤتم به كما في الحديث، فيكبر المأموم بتكبيره ويسلم بتسليمه حتى