فصل عنه إلى أبي تغلب في الشفاعة لأخ له وقد يكون لعمري من ذوي الأرحام الشابكة والقرابات الدانية من يتمادى في العقوق ويذهب عن حفظ الحقوق ولا يسع ترك تألفه حتى يرجع واستصلاحه حتى ينزع فإن تجشم الاعراض عنه لرياضة تقصد أو عاقبة نفع تحمد لم يبلغ به إلى قطع المعيشة ومنع المادة لان قباحة ذلك بمن يستعمله أكثر من مضرته بمن يعمل معه وقد قيل إن الملوك تؤدب بالهجران ولا تعاقب بالحرمان هذا في الاتباع والأصحاب فكيف في الاقران والأتراب فصل عن نفسه إلى عبد العزيز بن يوسف كتب الاتباع محتاجة عند الملوك إلى قائد يطرق ويمهد لها وسائق يشيع ويحدو بها وناصح يعضدها في متضمناتها ويشفع لها في ملتمساتها ويعتمد بعرضها في أوقات الفراغ والنشاط وأحيان الخلوة والانبساط فصل عن بختيار إلى أبي تغلب في ذكر فرس أهداه إليه أما الفرس الذي سالت إيثارك به فقد تقدمنا بقوده إليك والله تعالى يبارك لك فيه ويجعل الخير معقد ناصيته والإقبال غرة وجهه وإدراك المطالب تحجيل قوائمه ونيل الأماني طلق شده وفتح الفتوح غاية شأوه وسلامة العواقب مثنى عنانه فصل عن نفسه إلى صدق له منجم يسأله الحكم عن تحويل سنته ما أحوج من حالي حاله إلى تفضل منك عائد بعد باد وتال بعد ماض وبالحكم على السنة المستقبلة التي تصل زايرجتها درج هذا الكتاب مستقصيا له
(٢٩٤)