فصل عن بختيار إلى عضد الدولة في التأليف وإن من أعظم محن هذا البيت أن تزول منابت فروعه عن منابت أصوله وأن تؤتى مراسي أوتاده من ذوائب عروشه وأن تدب بينهم عقارب المشاحنة وتسري إليهم أراقم المناقشة وتنبث الدواهي فيهم من ذاتهم وقد كانت محسومة من أضدادهم وعداتهم فصل إلى صديق له في الشكوى والاستماحة ولما صارت صروف الدهر تنوء على بعد التطريف تجحف بي بعد التحييف وصادف ما يجدد علي في هذا الوقت منها أشلاء مني منهوكة وأعظما مبرية وحشاشة مشفية وبقية مودية جعلت اختبار الجهات واغتنام الجنبات لأنحو منها ما لا يعاب سائله إذا سأل ولا يخيب أمله إذا أمل وكان سيدي أولها إذا عددت وأولاها إذا اعتمدت وكتبت كتابي هذا بيد يكاد وجهي يتظلم منها إذا تخطه إشفاقا على مائه مما يريقه لولا الثقة انه يحقن مياه الوجوه ويحميها ويجمها ولا يقذيها فصل في مثله ولما أناخت النكبة من حالي على طلل قفر وبلقع صفر وعون المغارم أثقل وطأة من أبكارها وابغ تأثيرا في ثلمها وإضرارها فقد اضطرني إلى تجشم ما كنت أجمه من نداه والتعرض لما كنت ادخره من جدواه وإنما تخرج الكرائم وتبذل النفائس من تزايد الضغطة وتضايق الخطة
(٢٩٧)