(أما ترى الليل قد ولت عساكره * مهزومة وجيوش الصبح في الطلب) (والبدر في الجانب الغربي تحسبه * قد مد جسرا على الشطين من ذهب) 129 أبو طاهر الواسطي المعروف بسيدوك شعره يروى حين يروي ويحفظ حين يلحظ وما لظرفه نهاية ولا للطفه غاية ولا عيب فيه غير أن الذي وقع إلي منه قليل يلتقي طرفاه وتجتمع حاشيتاه وديوان شعره ضالتي المنشودة ودرتي المفقودة ولا بأس من حصوله أنشدني كل من أبي طاهر ميمون بن سهل الواسطي الفقيه وأبي الحسن المصيصي ومحمد بن عمر الزاهر قال أنشدني سيدوك لنفسه وهو أحسن وأبلغ ما سمعته في طول الليل [من البسيط]:
(عهدي بنا ورداء الشمل يجمعنا * والليل أطوله كاللمح بالبصر) (فالآن ليلي مذ غابوا فديتهم * ليل الضرير فصبحي غير منتظر) وأنشدني أبو نصر سهل بن المرزبان له [من الوافر]:
(أراح الله نفسي من فؤاد * أقام على اللجاجة والخلاف) (ومن مملوكة ملكت رقاها * ذوي الألباب بالخدع اللطاف) (كأن جوانحي شوقا إليها * بنات الماء ترقص في حقاف) وأنشدني ميمون الواسطي قال أنشدني سيدوك لنفسه من الوافر (أظن بلية دهمت فؤادي * وأحسبها غزال بني سليم) (وإلا لم يغب فتعتريني * مذلة ضيمة من غير ضيم)