الباب الثاني 114 - في ذكر المهلبي الوزير وملح أخباره ونصوص فصوله وأشعاره هو أبو محمد الحسن بن محمد من ولد قبيصة بن المهلب بن أبي صفرة كان من ارتفاع القدر واتساع الصدر ونبل الهمة وفيض الكف وكرم الشيمة على ما هو مذكور مشهور وأيامه معروفة في وزارته لمعز الدولة وتدبيره أمور العراق وانبساط يده في الأموال مع كونه غاية في الأدب والمحبة لأهله وكان يترسل ترسلا مليحا ويقول الشعر قولا لطيفا يضرب بحسنة المثل ولا يستحلي معه العسل يغذي الروح ويجلب الروح كما قال بعض أهل العصر [من الخفيف]:
(بأبي من إذا أراد سراري * عبرت لي أنفاسه عن عبير) (وسباني تغر كدر نظيم * تحته منطق كدر نثير) (وله طلعة كنيل الأماني * أو كشعر المهلبي الوزير) حدثني أبو بكر الخوارزمي وأبو نصر بن سهل بن المرزبان وأبو الحسن المصيصي فدخل حديث بعضهم في بعض فزاد ونقص قالوا كانت حالة المهلبي الوزير قبل الاتصال بالسلطان حال ضعف وقلة وكان يقاسي منها قذى