(الله أركسهم وفرق شملهم * حتى أحلهم بدار بوار) 101 محمد بن عمر بن عبد الله بن عبد العزيز المعروف بابن القوطية من أعلم أهل زمانه باللغة والعربية وأرواهم للاشعار والاخبار وكان مع ذلك حافظا للفقه والحديث من أهل النسك والزهادة وله كتاب في الافعال لم يسبقه أحد إلى مثله وكان أبو علي البغدادي المعروف بالقالي يفضله ويعظمه ويعرف حقه ويقدمه أخبرني أبو سعيد بن دوست قال أخبرني الوليد بن بكر الفقيه أن يحيى بن هذيل الشاعر زار يوما ابن القوطية في ضيعة له فألفاه خارجا منها فاستبشر بلقائه وابتدأه ببيت حضره على البديهة فقال [من البسيط]:
(من أين أقبلت يا من لا شبيه له * ومن هو الشمس والدنيا له فلك) فأجابه مسرعا [من البسيط]:
(من منزل يعجب النساك خلوته * وفيه ستر على الفتاك إن فتكوا) قال ابن هذيل فما تمالكت أن قبلت يده إذا كان شيخي وأستاذي وكان الشعر أقل صناعته لكثرة غرائبه فمن بديعه قوله [من البسيط]:
(ضحى أناخوا بوادي الطلح عيرهم * فأوردوها عشاء أي إيراد) (أكرم به ودايا حل الحبيب به * ما بين رند وصفصاف وفرصاد)