118 أبو القاسم علي بن القاسم القاشاني بقية مشيخة الكتاب المتقدمين في البراعة المالكين لأزمة البلاغة المتوقلين في هضاب المجد المترقلين في درجات الفضل وقد أخرجت من نظمه ونثره ما هو ثمرة العقل وعين القول الفصل فصل كتابي أطال الله بقاء مولاي وأنا متردد بين جذل لتجدد بره في خطابه وبين خجل من قوارع زجره وعتابه فإذا خليت عنان انسى في رياض مباره فرتعت جاذبيته لاعج الاشفاق فلو كان سوء ظنه بي صادقا لا اعترفت ولعدت منه بحقوي كريم لا يبهظه اغتفار الجرائم ولا يتعاظمه الصفح عن الجرائر فصل علقت هذه المخاطبة والأشغال تكنفني وكد الخاطر بأسباب شتى تقتسمني ووراء ذلك كلال الذهن بارتقاء السن ونقصان الخواطر بزيادة الشواغل واستمرار البلادة لمفارقة العادة وهو والله يعيذه من السوء مقتبل الشباب زائد الأسباب مؤتنف المخايل إلى علم لا يدرك مضماره ولا يشق غباره فإذا حملي على مساجلته فقد عرضني للتكشف وإن عرضني على محنة التتبع فقد سلبني ثوب التجمل فصل أظلني من مولاي عارض غيث أخلف ودقه وشامني منه لائح غوث كذب برقه فقل في حران ممحل أخطأه النوء وحيران مظلم خذله الضوء فصل وصل كتاب مولاي من الطويل (فكم فرحة أدى وكم ولم غلة جلا * وكم بهجة أولى وكم غمة سلى) الطويل وسألت الله واهب خصال الفضل له وجامع خلال النبل فيه وحائز جمال المروءة للزمان ببقائه ومانح كمال المزية للاخوان بمكانه أن يتولى حفظ النعم النفسية ويديم حياطة المهج الخطيرة بصيانة تلك الشيم العلية حتى تستوفي
(٣٨٧)