(جهول الحسام ولكنه * يروح ويغدو بكفي حليم) (له راحة سيرها راحة * تمر على الرأس مر النسيم) (نعمنا بخدمته مذ نشا * فنحن به في نعيم مقيم) المتقارب 107 أبو بكر محمد وأبو عثمان سعيد ابنا هاشم الخالديان إن هذان لساحران يغربان بما يجلبان ويبدعان فيما يصنعان وكان ما يجمعهما من أخوة الأدب مثل ما ينظمهما من أخوة النسب فهما في الموافقة والمساعدة يحييان بروح واحدة ويشتركان في قرض الشعر وينفردان ولا يكادان في الحضر والسفر يفترقان وكانا في التساوي والتشابك والتشاكل والتشارك كما قال أبو تمام في المتقارب (رضيعي لبان شريكي عنان * عتيقي رهان حليفي صفاء) المتقارب بل كما قال البحتري [من الكامل]:
(كالفرقدين إذا تأمل ناظر * لم يعل موضع فرقد عن فرقد) بل كما قال أبو إسحاق الصابي فيهما من الطويل (أرى الشاعريين الخالديين سيرا * قصائد يفني الدهر وهي تخلد) (جواهر من أبكار لفظ وعونه * يقصر عنها راجز ومقصد) (تنازع قوم فيهما وتناقضوا * ومر جدال بينهم يتردد) (فطائفة قالت سعيد مقدم * وطائفة قالت لهم بل محمد) (وصاروا إلى حكمي فأصلحت بينهم * وما قلت إلا بالتي هي أرشد) (هما في اجتماع الفضل زوج مؤلف * ومعناهما من حيث يثبت مفرد) (كذا فرقدا الظلماء لما تشاكلا * علا أشكلا هل ذاك أم ذاك أمجد)