(أنسيتم كتبا شحنت فصولها * بفصول در عندكم منضود) (ورسائلا نفذت إلى أطرافكم * عبد الحميد بهن غير حميد) (يهتز سامعهن من طرب كما * هز النديم سماع ضرب العود) (أنا بين إخوان لنا قد أوثقوا * بسلاسل وجوامع وقيود) (وموكلين بنا نذل لعزهم * فكأننا لهم عبيد عبيد) (والله ما سمع الأنام ولا رأوا * نقدا توكل قبلهم بأسود) (من كل حر ماجد صنديد * في كل وغد عاجز رعديد) (قصرت خطاه خلاخل من قيده * فتراه فيها كالفتاة الرود) (يمشي الهوينا ذلة لا عزة * مشي النزيف الخائف المزءود) (فتفضلوا وتعطفوا وهبوا لنا * عفوا قديم حفائظ وحقود) (وتعلموا أن الولاية عندكم * عارية ليست بذات خلود) وسأجعل لأخوات هذه الأبيات مما قاله في هذا الاعتقال وغيره فصلا في جملة الفصول من غرر شعره ولما خلى عنه وأعيد إلى عمله لم يزل يطير ويقع وينخفض ويرتفع إلى أن دفع في أيام عضد الدولة إلى النكبة العظمى والطامة الكبرى إذ كانت في صدره حزازة كبيرة من إنشاءات له عن الخليفة الطائع في شأن عز الدولة بختيار نقمها منه واحتقدها عليه حدثني أبو منصور سعيد بن احمد البريدي وأبو طاهر محمد بن عبد الصمد
(٢٩٠)