(فقال هي العقار تداولوها * مشعشعة يطير لها شرار) (فلو لا انني أمتاح منها * حلفت بأنها في الكأس نار) 125 نصر بن احمد الخبز أرزي كنت على طي شعره وذكره إما لتقدم زمانه أو سفسفة كلامه ثم تذكرت قرب عهده وتكلف ابن لنكك جمع ديوان شعره فسنح لي ان اضمن هذا الكتاب لمعاقد علقت بحفظي منه والاعراض عن التصفح لباقي شعره وترك الفحص عما يصلح للالحاق بها من ملحه وعلى ذكره فقد بلغني من غير جهة أنه كان أميا لا يكتب ولا يتهجى وكانت حرفته خبز الأرز في دكانه بمربد البصرة فكان يخبز وينشد أشعاره المقصورة على الغزل والناس يزدحمون عليه ويتطرفون باستماع شعره ويتعجبون من حاله وأمره وأحداث البصرة يتنافسون في ميله إليهم وذكره لهم ويحفظون كلامه لقرب مأخذه وسهولته وكان ابن لنكك على ارتفاع مقداره ينتاب دكانه ويسمع شعره فحضره يوما وعليه ثياب بيض فاخرة فتأذى بالدخان وساء أثره على ثيابه فانصرف وكتب إليه من الوافر (لنصر في فؤادي فرط حب * ينيف به على كل الصحاب) (أتيناه فبخرنا بخورا * من السعف المدخن بالتهاب) (فقمت مبادرا وحسبت نصرا * يريد بذاك طردي أو ذهابي) (فقال متى أراك ابا حسين * فقلت له إذا اتسخت ثيابي) فلما قرئت عليه الرقعة التي فيها هذه الأبيات املى على من كتب له في
(٤٢٨)