فصل في ذكر الاقدار لله تعالى أقدار ترد في أوقاتها وقضايا تجري إلى غاياتها لا يرد شيء منها عن شأوه ومداه ولا يصد دون مبلغه ومنحاه فهي كالسهام التي لا تثبت في الاغراض ولا ترجع بالاعتراض والناس فيها بين غبطة يجب الشكر عليها ورزية يوثق بالعوض عنها فصل في ذكر الشكر والكفر للنعم شروط من الشكر لا تريم ما وجد ولا تقيم ما قعد وكثيرا ما تسكر الواردين حياضها وتغشى عيون المقتبسين إيماضها فيذهلون عن الامتراء لدرتها ويعمهون عن الاستمتاع بنضرتها ويكونون كمن أطار طائرها لما وقع ونفر وحشيها لما انس فلا يلبثون ان يتعروا من جلبابها وينسلخوا من إهابها ويتعوضوا منها الحسرة والغليل والأسف الطويل فصل عن بختيار إلى سبكتكين الغزني ليت شعري بأي قدم تواقفنا وراياتنا خافقة على رأسك ومماليكنا عن يمينك وشمالك وخيلنا موسومة بأسمائنا تحتك وثيابنا المنسوجة في طرزنا على جسدك وسلاحنا المشحوذ لأعدائنا في يدك فصل له إليه أيضا لم يدر في خلده ان مثل إحسانه إليك يكفر ومثل متجره فيك يخسر وقد جذب بضبعك من مطارح الأرقاء العبيد إلى مراتب الأحرار الصيد فصل إليه أيضا تناولتك الألسن العاذلة وتناقلت حديثك الأندية الحافلة وقلدت نفسك عارا لا يرحضه الاعتذار ولا يعفيه الليل والنهار
(٢٩٨)