وأنا كاتب أنموذجا من فصوص فصول الصابي وفرائد قلائده ومقف على اثره بما فصلته من غرر اشعاره المشتملة على بدائع معانيه بمشيئة الله تعالى وإذنه فصل له من كتاب إلى عضد في الدولة في التهنئة بتحويل سنة اسأل الله تعالى مبتهلا لديه مادا يدي إليه أن يحيل على مولانا هذه السنة وما يتلوها من أخواتها بالصالحات الباقيات وبالزائدات الغامرات ليكون كل دهر يستقبله وأمد يستأنفه موفيا على المتقدم له قاصرا عن المتأخر ويوفيه من العمر أطوله وابعده ومن العيش أعذبه وأرغده عزيزا منصورا موفورا باسطا يده فلا يقبضها إلا على نواصي أعداء وحساد ساميا طرفه فلا يغضه إلا على لذة غمض ورقاد مستريحة ركابه فلا يعملها إلا لاستضافة عز وملك فائزة قداحه فلا يجيلها إلا لحيازة مال وملك حتى ينال أقصى ما تتوجه إليه أمنيته جامعا وتسمو له همته طامحا فصل من كتاب عن بختيار إلى مؤيد الدولة لما قبض على أبي الفتح بن العميد ذي الكفايتين في الشفاعة له وهذا غلام أفسدته سجية ركن الدولة الشريفة في شدة الاحتمال والصبر على الإدلال واجتمع له إلى ذلك التقلب في نعمة حازها حيازة وارث لها لم يكدح في تأثيلها ولا مسه النصب في تثميرها ولا اهتدى إلى طريق استيفائها ولا تحزن من طرق دواعي انتقالها ومن ألزم اللوازم في حكم الرعاية أن نحفظه من سكر نعمة نحن سقيناه بكأسها وأن نعذره عند هفوة قد شاركناه في إيجاد أسبابها وان تكون نفسه محروسة والبقية من حاله يعد اخذ فضلها المفسد له متروكة وأن يتحدث الناس بأن سيدي الأمير أصاب غرض الحزم بالقبض عليه ثم طبق مفصل الكرم في التجاوز عنه
(٢٩٣)