يقال: لولا الحجة لساخت الأرض بأهلها (1).
ولقد أطال الكلام في المقام جد أولادي السيد الحجة الكوه كمري، لاستفادة جميع المناصب من هذا الاطلاق.
وهذا أمر عجيب، فإنه لا يرضى بدلالة غيرها، فكيف ارتضى بما لا دلالة له رأسا على شئ؟! ولعل تسميته (رحمه الله) بالحجة أوقعه في ذلك، كما لا يخفى فليتأمل.
نطاق رئاسة الفقيه محيط لجميع شؤون المملكة والذي حصلناه إلى الآن: أن الفقيه الجامع، له الرئاسة الكلية على جميع الشؤون السياسية في مملكة الاسلام، ويكون له إفناء المصالح الشخصية حذاء المصالح العالية النوعية، فله التصرفات في أموال الناس، وله السلطنة على أنفسهم عند اقتضاء الحاجة النوعية ذلك، حفظا للنظام ودفاعا عن الحوزة المقدسة الاسلامية، فلا يقصر الاسلام عن سائر الحكومات العصرية في إدارة المملكة من نواح شتى، حتى قد ذكرنا في بعض المقامات: أن الحاكم في الاسلام يتمكن من إحداث الشوارع في البلد، بتخريب دور المسلمين من غير لزوم التقويم. نعم عليه الاسكان لا بعنوان البدلية والمعاوضة، بل لجهة أنه قيم الأمة ورئيس الرعية.