ثلاث رسائل ، ولاية الفقيه - السيد مصطفى الخميني - الصفحة ٥٧
وإليه ترجع القصة المحكية عن نزاع الشيخين - الجواهر وحنفي - كما أشير إليه في الجهة السابقة.
ثم إن الخلاف في أن هذه الولاية الثابتة للفقيه أو للإمام (عليه السلام)، هل هي من قبيل الوكالة أو النيابة، أو هي من المناصب المفوضة التي تزول بموت الناصب والجاعل؟ ثم إن الناصب والجاعل هل هو الله تعالى، أم هو النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، أو الإمام (عليه السلام) بالنسبة إلى الفقهاء، أو بالنسبة إلى الإمام المتأخر، مما لا فائدة فيه كثيرة.
مع أن الأمر واضح، ضرورة أن قضية الأدلة العقلية ثبوت هذه الولاية بأي وجه اتفق، وتفيد الأدلة اللفظية أن الفقهاء منصوبون من قبل الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)، فتكون الأدلة الواردة عن الأئمة المعصومين، إمضاء لذاك وإن كانت بصورة النصب، كقولهم: جعلته حاكما، أو هو حجتي عليكم، أو جعلته قاضيا، أو غير ذلك.
وأما توهم: أن جعل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يحتاج إلى الامضاء المتأخر، وهكذا إلى أن تصل النوبة... في غاية السقوط: أما في المقيس عليه فلما تقرر في محله: أن أخبار التحليل (1) ناظرة إلى موضع خاص، هكذا اشتهر واتضح.
وأما في المقيس فلأن ما هو القدر المتيقن من قوله (صلى الله عليه وآله وسلم):

١ - وسائل الشيعة ٩: ٥٤٣، كتاب الخمس، أبواب الأنفال، الباب 4.
(٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تمهيد: حول ما للرسل من تشكيل الحكومات الدنيوية 3
2 الرسول الأعظم كان متكفلا لجيمع الأمور برمتها 4
3 حول أن التوصية وجعل القيم من شعب الرسالة العامة 5
4 المقدمة الأولى: حول أن الأنبياء والرسل كافلون لامر الدين والدنيا 8
5 المقدمة الثانية: المشتملة على الأصل الاخر في هذه المسألة 10
6 الدليل العقلي للمسألة 15
7 حول أن النظام التشريعي والتكويني بمثابة واحدة 15
8 حول عويصة في مسألة جعل الولاية العامة عقلا 16
9 جهات البحث في المسألة: الجهة الأولى: حول الدليل اللفظي للمسألة 19
10 الطائفة الأولى: الآيات الكثيرة الشريفة 20
11 الطائفة الثانية: المآثير المستدل بها على المسألة 25
12 الجهة الثانية: الاجماعات المنقولة والمحصلة على ولاية الفقيه 45
13 ما للحاكم الشرعي من الولاية في أطوار الفقه 47
14 الجهة الثالثة: حول أن ضرائب الاسلام تستتبع الحكومة الاسلامية 50
15 الولاية العامة كانت مورد الافتاء من السلف 52
16 الجهة الرابعة: في أقسام الولاية الاعتبارية وما هو المقصود إثباته للفقيه 53
17 المبحث الثاني: هل ولاية الفقهاء بالنيابة والوكالة أو النصب؟ 56
18 نطاق رئاسة الفقيه محيط لجميع شؤون المملكة 59
19 الجهة الخامسة: حول بعض الروايات التي ربما تدل على اختصاص الحكومة والبيعة بالأئمة المعصومين 60
20 الجهة السادسة: حول شرائط الحاكم الاسلامي 64
21 الجهة السابعة: في الأمور المشكوكة تفويضها إلى الفقيه 72
22 الجهة الثامنة: في أن تصدي الزعامة مشروط بشروط 75
23 الجهة التاسعة: حول ممنوعية الفقيه عن مزاحمة الزعيم والامام 77
24 ملحق البحث وثمرة مسألة الولاية 79