السكني) فكان هناك شباب من القرية والبلد فسكنت معهم، وتركت مهنة التعليم وكنت أجيد مصلحة شاقة وصعبة من الإعدادية والثانوية حيث كنت أسافر مع عمي أبو طلال إلى بيروت وعلمني (نجارة الإسمنت والحديد) إذ أصبحت معلما في هذا المجال، ومكثت أكثر من شهرين بعد انتهائي من الخدمة، وبعد فترة من العمل أكثر من أسبوع جاءتنا عطلة فتوقفت أسبوعا آخر عن العمل وكنت أقف صباحا مع العمال العاطلين، في هذا المشروع لأن هناك مكانا يشبه المعرض كنت أقف فيه وأنتظر الساعات الطويلة، حتى يأتيني إنسان بحاجة إلى عامل أو معلم حداد أو نجار، وهكذا تجري الأيام والليالي، وإذا بهذا الصديق الشيعي (دخل الله) يأتي إلى معرض العمال. فينظر على وجوه العاملين، فيشاهدني من بينهم، شتان ما بين الموقفين!! موقف كنت أرتدي البزة العسكرية، وموقف حاليا أرتدي فيه لباس العمل. فقال صديقي الشيعي: أتشتغل معي تشغلني في مصلحة (البلاط)؟ فقلت له: بعد فترة نعم، وبدأنا نشتغل أنا وصديقي الشيعي سوية وفي اليوم الثاني قال لي: لم لم تحدثني يا أخي إلى أين وصلت في كتاب المراجعات؟
فقلت له: والله لم أتمكن من قراءته كما يجب لأن القراءة يا صديقي تحتاج إلى ذهن صاف لأن العلم كما يقال شديد الانفلات إذا أعطيته كلك أعطاك بعضه وإذا أعطيته نصفك لم يعطك شيئا وأنا كنت مكابرا معه لوصايا علمائنا الحادة من مجالسة الشيعي والحوار معه.
وبدأ شبح المراجعات، يطاردني من جديد، وشبح صديقي، يطاردني في كل مكان أفكر بكلمات الشيخ عندنا في المنطقة، أفكر بكلمات الدكتور الشيخ عبد الفتاح صقر يا بني هذا كتاب خيالي كتبه العالم الشيعي بعد وفاة شيخ