حوارات في بداية الطريق عندما كنت في القرية وأنا طالب في الجامعة أتردد على بعض المساجد في المنطقة فأجد الخطاب عند العلماء متشابها تماما بحيث لا يختلف عالم عن آخر بطريقة الخطاب من حيث المقدمة والموضوع والخاتمة والدعاء أشعر بأن علماءنا يتبعون طريقة روتينية في إلقاء الكلام، بحيث إذا غاب إمام المسجد لمرض أو لظرف معين يكلف أحد الأخوة المصلين بإلقاء الخطبة يصعد على المنبر ويقرأ علينا بطريقة الدرج والسرعة فأنظر من حولي أجد قسما من الناس نياما، والقسم الآخر كأنه مسافر في حافلة هذا من جهة الخطاب، وأما من جهة الحوار الموضوعي والانفتاح الفكري فهو مفقود تماما. لماذا؟ لأننا ترعرعنا على طريقة التفكير التقليدي الموروث الغير قابل للتطور، رغم أن الإسلام دين التطور ودين المرونة ودين الانفتاح، ودين المعاملة، ودين النصيحة، ودين الأخلاق، ودين الإنسانية، دين السماحة، والعزة، والكبرياء، والأنفة، هذه هي مبادئ ديننا الحنيف الذي نزل به الوحي على نبينا محمد صلى الله عليه وآله بحيث إذا أردت السؤال من أحد العلماء فإجابته على شقين:
(١٩)