فلم يدر القاضي ولا أبو حنيفة بماذا يجيبان.
محاورة أخرى أظرف وفي نهاية المطاف ولتعميم الفائدة أرى من المناسب أن أنقل للقارئ الكريم المحاورة التي جرت بين أبي حنيفة وفضال بن الحسين بن فضال الكوفي على ما نقلها الشيخ قطب الدين أبو الحسن سعد بن هبة الله الراوندي في سنة (573 ه) في كتابه الخرايج والجرايح، قال:
لما أراد الحسين عليه السلام أن يدفن الحسن عليه السلام عند جده أتى مروان بن الحكم ومن معه من بني أمية وقال:
أيدفن عثمان أقصى المدينة ويدفن الحسن مع النبي لا يكون ذلك أبدا.
ولحقت عائشة على بغل وهي تقول: ما لي ولكم أتريدون أن تدخلوا بيتي من لا أحب.
فقال ابن عباس لمروان: انصرفوا لا نريد دفن صاحبنا فإنه كان أعلم وأعرف بحرمة جده رسول الله صلى الله عليه وآله من غير أن يطرق عليه. هجما كما طرق عليه غيره هجما بيته بغير إذنه انصرف ونحن ندفنه بالبقيع كما وصى. ثم قال لعائشة:
وا سوأتاه يوما على جمل ويوما على بغل، وفي رواية يوما تجملت ويوما تبغلت وإن عشت تفيلت. فأخذ الشاعر الحسين بن الحجاج البغدادي فقال:
يا بنت أبي بكر * لا كان ولا كنت لك التسع من الثمن * وبالكل تحكمت