فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) (1).
يأمر الله تعالى نبيه محمد صلى الله عليه وآله في واقعة غدير خم في تبليغ هذه الآية الكريمة وقد أجمع المفسرون من السنة والشيعة على أنها نزلت في غدير خم في شأن علي عليه السلام في تحقيق أمر الخلافة والإمامة وأنها نص من الله سبحانه وتعالى.
المؤلف: سماحة العلامة البدري بعد ذكرك لهذه الأدلة القيمة التي أثبت من خلالها أحقية علي (رض) بالخلافة لكن لم أسمع الجواب على سؤالي بالتحديد وخاصة إن الأكثرية أجمعوا على خلافة أبي بكر (رض).
السيد البدري: أنا ذكرت لك هذا الدليل من القرآن لكي تأخذه بالاعتبار لأن مصدرنا التشريعي الأول هو القرآن والثاني هو السنة النبوية. والآن أعطيك الجواب وأبين لك على أن رأي الأكثرية ليس بحجة ولو أنك يا بني وقفت قليلا على ما سجله التاريخ الصحيح لعلمت أن عليا عليه السلام لم يقرهم على ذلك أو أنه رضي بذلك إلا أن رضى أكثرهم لا يكون دليلا علميا على صوابهم وأن الحق في جانبهم كما صرحت بذلك الكثير من آيات الكتاب العزيز.
فعل الأكثرين لا يكون دليلا على الصواب فمن ذلك قوله تعالى: (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله) (2). وقال تعالى: (وقليل من عبادي الشكور) (3).
وقال تعالى: (وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم