لا إجماع على خلافة أبي بكر ويتابع سماحة السيد إجابته قائلا:
أيها الأخ لو فكرت قليلا وأنصفت ثم نظرت نظرة الباحث المدقق المتأمل بأحداث السقيفة وما نجم منها لأذعنت أن خلافة أبي بكر ما كانت بموافقة أهل الحل والعقد، ولم يحصل الإجماع عليها ولو أنك تدبرت قول عمر بن الخطاب في صحيح البخاري أصدق صحيح عندكم ما قاله بعد هذا الإجماع والبيعة في السقيفة قوله: (إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة، وتمت (1)، ولكن الله وقى شرها - إلى أن قال - من بايع منكم رجلا من غير مشورة من المسلمين، فلا يبايع هو، ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا - إلى قوله - إلا أن الأنصار خالفوا، واجتمعوا بأسرهم في سقيفة بني ساعدة، وخالف عنا علي والزبير ومن معهما).
وأزيدك أدلة أخرى يا أستاذ.
فالإجماع الذي تزعمه نفاه كثير من علمائكم منهم صاحب كتاب (المواقف) والفخر الرازي وجلال الدين السيوطي وابن أبي الحديد والطبري والبخاري ومسلم بن الحجاج وغيرهم.
وقد ذكر العسقلاني والبلاذري في تاريخه وابن عبد البر في (الاستيعاب) وغير هؤلاء أيضا ذكروا: أن سعد بن عبادة وطائفة من الخزرج وجماعة من قريش ما بايعوا أبا بكر، وثمانية عشر من كبار الصحابة رفضوا أيضا أن يبايعوه، وهم شيعة علي بن أبي طالب وأنصاره ذكروا أسمائهم كما يلي: