لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٢٣١
الغناء، الذي شهد له كتاب الله بالإيمان، ورسوله بجنة الرضوان. من كملت فيه الفضائل، ولم يشك في سابقته وعلمه وفضله الأواخر، ولا الأوائل (158).
ثم قام الإمام بعدها بعزل عمال عثمان عن البلدان، لقطع دابر الاستغلال.
فهو لم يأت في سياق خلفائي رسمي ليبقي على أزلام العهد البائد. إنها ثورة وتغيير للوضع من الجدور..
ولهذا سيلجأ إلى عزل الجميع سوى موسى الأشعري لما أشار الأشتر على علي (ع) بالإبقاء عليه. واستبدلهم جميعا برموز الثورة. فولى قثم بن العباس مكة، و عبد الله بن العباس اليمن، وقيس بن سعد بن عبادة مصر، وعثمان بن حنيف الأنصاري البصرة.
وتزلف كل من طلحة والزبير وطلبا من الإمام علي (ع) إشراكهما في الأمر.
فهما رجلان يلهثان وراء الدنيا. غير أن الإمام علي (ع) لم يأت إلى الخلافة ليعبث. أراد أن يعطيهما نموذجا للحق والالتزام. ليتركها صورة للأجيال حول سلوك الإمام، ومدى اختلافها عن سلوك المغتصبين. وماذا يا ترى، سيجدون من جواب عند الإمام علي (ع) الذي اختلطت زينة الحياة عنده وتدنت حتى لم يعد يفرز بين نعمة وأخرى ويقول عن الذهب والفضة كلاهما عندي حجر؟، كان جواب الإمام علي (ع) (أنتما شريكاي في القوة والاستقامة، وعوناي على العجز والأود) (159).
وما كان لطلحة ولا الزبير، وقد فاضت عليهما الدنيا في زمن عثمان. ما كان لهما أن يشركا عليا (ع) في الزهد والتقشف. وأن ليندى الجبين لأنهما قد تمرغا في رغدهما، وهو يكسر الكسر اليابسة بركبته، ويقول للحسن ابنه (ع): امشوي الكراكر عند علي بن أبي طالب.. لا والله، ولمن يتركون الذهب في مخازنهم يكسر بالفؤوس. فأعلنا عند ذلك، الرفض!، بيد أنهما مشدودان إلى الواقع

(158) - نفس المصدر.
(159) - نفس المصدر.
(٢٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405