لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٢١٩
وجهه: (إرجع يا عدو الله). (إرجع يا بن النابغة، لست عندنا بأمين ولا مأمون).
ولما رأى عثمان أنه محاصر، ومطلوب لا محالة، عاهدهم على تنفيذ كتاب الله وسنة نبيه، وأن يعدل بين المسلمين، ويغير عماله ويعزلهم، وبأن يرد المنفي ولا يجمر في البعوث وأن علي بن أبي طالب ضمين للمؤمنين والمسلمين. وحيث إن جماعة من المهاجرين والأنصار تبلغ ثلاثين رجلا تحت قيادة علي (ع) راحوا إلى المصريين يتوسطون، ويطلبون من المصريين الرجوع ويذكر ابن الأثير، إن عثمان جاء قبل ذلك إلى علي يطلبه النصرة وبأن يرد القوم عنه، فقال له الإمام علي (ع): على أي شئ أردهم عنك؟ قال على أن يصير إلى ما أشرت إليه ورأيته لي.
فقال علي: إني قد كلمتك مرة بعد أخرى فكل ذلك نخرج ونقول ثم ترجع عنه، وهذا من فعل مروان وابن عامر ومعاوية وعبد الله بن سعد، فإنك أطعتهم وعصيتني. قال عثمان: فأنا أعصيهم وأطيعك. وفعلا تم رد المصريين استجابة لطلب الإمام علي (ع) فرجعوا.
إن الإمامة أو الخلافة قانون يحكم مجتمع الإسلام. ومهما ضعف عثمان عن تحمل هذا العبء فإنه لن يعذر أمام القانون، لأنه كم قد يفسد المجتمع لو أننا أعذرنا من يضعف أو يجهل القانون. وما كان عثمان سوى واجهة، ومطية للزمرة المشبوهة من بني أمية، يركبونها، وهو مرتاح لذلك، ويعز عليه أن يرضي الأمة بالعدل، على إغضاب أقربائه على الباطل.
كان مما اتفق عليه بين عثمان والمصريين هو عزل والي مصر، وجعل محمد بن أبي بكر. فأقرهم على ذلك، فرجعوا. وما أن ساروا قليلا، إذا براكب جمل، أرابهم أمره، ففتشوه فإذا به يحمل صحيفة من عثمان إلى خليفته عبد الله بن سعد:
إذا قدم عليك النفر، فاقطع أيديهم وأرجلهم.. وبأن يقتل محمد بن أبي
(٢١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 225 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405