لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٢٣٥
إننا عندما نريد العودة إلى الذات. نبحث في تجربة الإمام علي (ع) لأنها تجسد مظاهر ثقافتنا، وحضارتنا. وعندما يريد ضعافنا الحداثيون البحث عن النفاق السياسي، للتعامل مع الأطراف الدولية يبحثون في تجربة النفاق الأموي، لمعاوية. يبحث الثائر، الناهض، الغاضب، في تراث علي (ع) ويبحث البورجوازي، النفعي، التبعي، في تراث معاوية. وفي تراث الإمام علي (ع) السياسي، تجربة يجب التفتيش عنها في فضائه الوسيع.. ومع كل ذلك، فإن عليا شئ ومعاوية شئ آخر. ونحن ننعى الدهر كما نعاه الإمام نفسه لما قال:
(أنزلني الدهر حتى قيل علي ومعاوية)!.
أجل. لقد جاء من يفهم الحكم والسياسة على هذا الأساس. وكان المغيرة بن شعبة، ومن نصح عليا (ع) بهذا الأمر. غير أن الإمام علي (ع) أبى إلا أن يمارس منهجه، وموقفه الاستراتيجي. طلب منه ابن عباس، أن يهادن معاوية ويعطيه إمارة الشام. فطلب الإمام من ابن عباس، أن يطيعه - فقط - وأن ليس لمعاوية إلا السيف!.
خرج الزبير وطلحة إلى العمرة. لكن عليا (ع) أدرك أمرهما. وما همه ذلك. لأنه يسلك مخططا أبعد مما يتصوران. وقال لبعض أصحابه: والله ما أرادا العمرة، ولكنهما أرادا الغدرة (162). لحقا بعائشة في مكة وحرضاها على الخروج. وعائشة من، ولماذا؟.
كانت عائشة من الناقمين الأول على عثمان. ومرارا صاحت: اقتلوا نعثلا فقد كفر، وهي أول من أطلق عليه ذلك الاسم (163)، ولم تجب طلب مروان لها لنصرة عثمان والتوسط له مع القوم يوم الحصار، وهي تتأهب للعمرة. وسارت تؤلب عليه الناس جميعا، واعتبرت من أشد الناس عليه في ذلك الوقت. وعندما وقف عثمان مرة فخطب، دلت عائشة قميص رسول الله ونادت:

(162) - اليعقوبي وغيره.
(163) - ابن الأثير في التاريخ وابن أبي الحديد في الشرح.
(٢٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405