لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٢٢٦
- تضم أكثر من 40 دولة - كلها لم تر ولم تعلم من الإسلام سوى رتوش قشرية، ليقول (ع) ولبس الإسلام لبس الفرو مقلوبا) وكيف يقنع الأمصار بأن الإسلام قد جاء اليوم بعد أن اغتيل مع محمد صلى الله عليه وآله، هاهو قد جاء، ليتمثل في من خوله الشرع والتاريخ مسؤولية الجهاد في سبيل التأويل. مثلما خول محمدا صلى الله عليه وآله مسؤولية الجهاد من أجل التنزيل.
اتجه التاريخ بالأمة صوب علي (ع) لتركع أمام الحق، معترفة بخطيئتها!
ليتحمل الكل مسؤوليته، فلا غموض بعد اليوم. فأما حق بين وأما باطل مبلج!.
كان اليوم جمعة، لخمس بقين من ذي الحجة يوم بويع الإمام علي (ع) من قبل المهاجرين والأنصار. وكان فيهم طلحة والزبير. ورفض الإمام علي (ع) البيعة، وقال لهم: التمسوا غيري! إمعانا منه في تسجيل الموقف المسبق. فلقد أدرك أن القوم سيحاربونه لا محالة، وبأن الكثير ممن بايعه سينقلبون، وبأن المسؤولية جسيمة، ورأي علي (ع) فيها حاسم. ومتى قبلت الأمة الحسم بعد رسول الله صلى الله عليه وآله إنه يسجل عليهم موقفا تاريخيا. وإن الإمام علي (ع) قد قال للزبير إن شئت بايعني وإن شئت أبايعك. فبايع الزبير. وقد علم الزبير إن عليا (ع) يروم اختباره من خلال هذا العرض، واعترف بذلك لقد قالها الزبير وطلحة: (إنما فعلنا ذلك خشية على نفوسنا، وعرفنا أنه لا يبايعنا. وهرب إلى مكة بعد قتل عثمان بأربعة أشهر (152).
كان طلحة يومها أول من بايع. ذلك أن الأشتر أتاه فقال له: (بايع) فقال: (امهلني أنظر) فجرد الأشتر سيفه وقال: (لتبايعن أو لأضعنه بين عينيك).
فقال طلحة (وأين المذهب عن أبي الحسن)، ثم صعد المنبر فبايعه. فقال رجل من بني أسد:

(152) - تاريخ ابن الأثير ص 191 ج 3.
(٢٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 220 221 222 223 225 226 227 228 229 230 231 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405