لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ١٩٣
وزرائي ونصحائي وأهل عمالي وأن أرجع عن جميع ما يكرهون إلى ما تحبون، فاجتهدوا لي رأيكم ثم أشيروا علي).
كانت هذه في التشكيلة الاستشارية، التي اعتمدها عثمان في إدارة الدولة، وقمع الجماهير المسلمة.
إن الواقع الاجتماعي، الذي تشكل في عهد عثمان، أدى إلى انفجار ثوري، لم يخفف منه النفوذ العشائري لعثمان. وأسفر الوضع عن وجود ثلاث فئات مهيئة للتمرد. الفئة الأولى:
وهي الفئة التي تمردت انطلاقا من الخلفية الاقتصادية، ففي الوقت الذي تراكمت فيه الثروة لدى الجانب الأموي، وغيرهم من الذين ساروا في خطهم، وأعانوهم على تعميق نفوذهم.
نجد أن قطاعا واسعا من الجماهير المسلمة، استمرت تعاني الفقر في أسوأ حالاته.
الفقر الذي يجعل المجتمع مهيأ، للدخول في صراع طبقي، طالبا للمساواة الاجتماعية.
كان خط الأغنياء، وخط الفقراء يتجهان بشكل معاكس. الغني ازداد اتساعا إلى درجة الفحش، وازداد تبعا لذلك - الفقر عمقا، إلى درجة الانسحاق.
وبذلك اتسعت الهوة بين فئتين، إحداهما مسكت بأسباب الثراء فبلغت مستوى تكسير قطع الذهب بالفؤوس. وفئة أخرى، قلب لها الواقع ظهر المجن، فراحت تفكر في قطع القد، وغالبا ما باتت تغالب الطوى!.
لقد كان عثمان يملك (خمسين ومائة ألف دينار وألف ألف درهم، وقيمة ضياعه بوادي القرى وحنين وغيرهما مائة ألف دينار، وخلف إبلا وخيلا كثيرة، وبلغ الثمن الواحد من متروك الزبير بعد وفاته خمسين ألف دينار، وخلف ألف فرس وألف أمة وكانت غلة طلحة من العراق ألف دينار كل يوم، ومن ناحية السراة أكثر من ذلك، وكان على مربط عبد الرحمن بن عوف ألف فرس، وله ألف بعير، وعشرة آلاف من الغنم، وبلغ من متروكه بعد وفاته أربعة وثمانين ألفا، وخلف زيد بن ثابت من الذهب والفضة ما كان يكسر بالفؤوس غير ما خلف
(١٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 187 188 189 191 192 193 194 195 196 197 198 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405