لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ١٦٢
عنك، فولى ذاهبا، فأتبعه عمر ببصره، ثم قام فأخذه بثوبه، فقال له، ما حاجتك؟ فقال الرجل: بغضك الناس، وكرهك الناس، قال عمر: ولم ويحك؟ فقال الرجل: للسانك وعصاك) (79).
وحيث بلغ القمع، وحر الدرة، بأن أتته امرأة حامل يوما بعد أن استدعاها لأمرها، فأسقطت ما في بطنها من شدة الهيبة (80).
وإذا علمنا، أن الناس لم يكونوا يجثون على ركبهم، ولا كانت النساء تسقط أجنتها، لما تلقى عليا (ع) وهو من هو في التنمر، والشجاعة و.. لعلمنا إذن، إن ذلك كله كان بسبب خشونة زائدة لا تميز ظالما ولا مظلوما. تلك الخشونة التي سماها التاريخ البدوي (عدالة)!! إنها درته التي لا توقر امرأة، ولا شريفا، ولا حتى فاطمة إذ أزمع على حرق دارها!.
والذي لا ينكر لعمر ابن الخطاب إنه لم يحاب الأهل إذ لم يكن له أهل يذكرون. وكان يهتم في أن يظهر للناس عظيما ومتقشفا. ولكن السؤال القرآني، هو لماذا أخذ حق غيره. ومن خوله حق ممارسة السلطة حتى وإن كان عدلا.
إن الخلافة لا تعطى للناس لبساطتهم. إنها قرار إلهي! وخلافة عمر كانت فيها ميزات خفيفات، أتلفتها هنات جسيمة فمن ميزاتها تلك، أنه خلع خالد بن الوليد، وهو بذلك أعطى للتاريخ دليلا، على أن صاحبه أبا بكر كان مخطئا لما تجاوز عن خالد وغفر له كما تقدم.
ثانيا إنه أعاد (فدك) لآل البيت (ع) تزلفا إليهم. مع أنه كان محرضا لأبي بكر، أن يسلبهم ذلك الحق. والظاهر. أن أبا بكر وعمر منعا آل البيت ذلك الحق. حتى لا يقووا به نفوذهم. ولكن ما أن استتب الأمر حتى جاءت بها نفسه على أهلها. ولو كان مقتنعا أنها لله، لما حابى بها آل البيت.. إذا، لما

(79) - تاريخ الخلفاء بن قتيبة (ص 20).
(80) - ابن أبي الحديد - شرح النهج (ص 174).
(١٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405