لها، بأنهم من المتزلفين إلى الحكام من الأمويين والعباسيين قديما، وحديثا بأنهم من النواصب الذين يبغضون عليا وإن تستروا بزي العلماء والفقهاء.
على أن العقل وحده يحكم بعدم شمول هذه الآية، أعني (إذهاب الرجس - والتطهير لزوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
1 - فإذا ما أخذنا على سبيل المثال أم المؤمنين عائشة التي تدعي أنها أحب أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم إليه وأقربهم لديه حتى أن باقي أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم غرن منها وبعثن للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ينشدنه العدل في ابنة أي قحافة كما قدمنا، لم تتجرأ، ولم يتجرأ أحد من أنصارها ومحبيها ولا من السابقين أو من اللاحقين أن يقول بأن عائشة كانت تحت الكساء يوم نزول الآية، فما أعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم في أقواله وأفعاله وما أعظم حكمته عندما حصر أهل بيته معه تحت الكساء حتى أن أم المؤمنين أم سمة زوجة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أرادت الدخول معهم تحت الكساء وطلبت ذلك من زوجها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولكنه منعها من ذلك وقال لها: أنت إلى خير.
2 - ثم إن الآية بمفهومها الخاص والعام دال على العصمة. فإن إذهاب الرجس يشمل كل الذنوب والمعاصي والرذائل صغيرها وكبيرها وخصوصا إذا أضيف إليها تطهير من رب العزة والجلالة، وإذا كان المسلمون يتطهرون بالماء والتراب طهارة جسدية لا تتعدى ظاهر الجسم، فأهل البيت طهرهم الله طهارة روحية غسلت العقل والقلب والفؤاد فلم تترك لوساوس الشيطان ولا لارتكاب المعاصي مكانا. فأصبحت قلوبهم صافية نقية خالصة مخلصة لخالقها وبارئها في كل حركاتها وسكناتها.
3 - ولكل ذلك كان هؤلاء المطهرون مثالا للإنسانية جمعاء في الزهد والتقوى والإخلاص والعلم والحلم والشجاعة والمروءة والعفة والنزاهة والعزوف عن الدنيا والقرب منه جل وعلا ولم يسجل التاريخ لواحد منهم معصية أو ذنبا طيلة حياته.