يحدثنا بأنها كانت في بيت زوجها تلعب بالدمى وهذا يؤكد على براءة الطفولة، فهل هذه هي الأخلاق العالية التي يمتاز بها النبي؟
وحاولت من جديد إقناع الحاضرين بأن البخاري ليس حجة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولكن بدون جدوى، فقد لعب هذا المسيحي اللبناني بأفكارهم كما أراد، وما كان لي إلا أن أوقفت النقاش متذرعا بأننا لا نتكلم نفس اللغة لأنهم يحتجون علي بالبخاري في حين أنني لا أؤمن بكل ما ورد فيه.
وخرجت ناقما على المسلمين الذين أعطوا لهؤلاء، ولأعداء الإسلام وأعداء محمد صلى الله عليه وآله وسلم السلاح النافذ الذي يحاربوننا به وعلى رأس هؤلاء البخاري! ورجعت للبيت يومها مهموما وأخذت أتصفح صحيح البخاري وما ذكره في فضائل عائشة وأحوالها فإذا بي أقول الحمد لله الذي فتح بصيرتي، وإلا لبقيت متحيرا في شخصية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وربما داخلني الشك فيه والعياذ بالله.
ولا بد من إظهار بعض الروايات التي أثيرت خلال المناقشة حتى يتبين للقارئ بأن هؤلاء المنتقدين لم يفتروا علينا وإنما وجدوا بغيتهم في صحاحنا فاستعانوا بها علينا.
فقد أخرج البخاري في صحيحه من كتاب بدء الخلق باب تزويج النبي صلى الله عليه وآله وسلم عائشة وقدومه المدينة وبنائه بها.
* عن عائشة رضي الله عنها قالت: تزوجني النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأنا بنت ست سنين فقدمنا المدينة فنزلنا في بني الحرث بن خزرج فوعكت فتمرق شعري فوفى جميمة، فأتتني أمي أم رومان وإني لفي أرجوحة ومعي صواحب لي، فصرخت بي فأتيتها لا أدري ما تريد بي، فأخذت بيدي حتى أوقفتني على باب الدار وإني لأنهج حتى سكن بعض نفسي ثم أخذت شيئا من ماء فمسحت به وجهي ورأسي ثم أدخلتني الدار فإذا نسوة من الأنصار في البيت فقلن على الخير والبكرة وعلى خير طائر.