وها نحن اليوم في عهد الحريات في عهد النور كما يسمونه في عهد العلم وتسابق الدول لغزو الفضاء والسيطرة على الأرض إذا ما قام عالم وتحرر من قيود التعصب والتقليد، وكتب أي شئ يشم منه رائحة التشيع لأهل البيت، فتثور ثائرتهم وتعبأ طاقاتهم لسبه وتكفيره والتشنيع عليه لا لشئ سوى أنه خالف المألوف عندهم، ولو أنه كتب كتابا في مدح البخاري وتقديسه لأصبح عالما علامة ولانهالت عليه التهاني والمدائح من كل حدب وصوب ولتمسح بأعتابه رجال لا تلهيهم صلاة ولا صوم عن التملق وقول الزور.
وأنت تفكر في كل هذا والدواعي التي توفرت لانحراف أكثر العباد، والأسباب التي تجمعت لسياقه أغلب الناس إلى الضلالة، فإذا القرآن الكريم يوقفك على سرها المكنون، من خلال الحوار الذي دار بين رب العزة والجلالة واللعين إبليس.
- قال: ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك؟
- قال: أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين.
- قال: فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين.
- قال: أنظرني إلى يوم يبعثون..
- قال: إنك من المنظرين.
- قال: فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم، ثلم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين.
قال: أخرج منها مذءوما مدحورا لمن تبعك منهم لأملئن جهنم منكم أجمعين [الأعراف: 12 - 18].