من قدرهم السامي والطعن في عصمتهم الثابتة بالقرآن والسنة، وسنوافيك ببعض الأمثلة على ذلك.
ثم إن البخاري ولى وجهه شطر النواصب والخوارج الذين حاربوا أهل البيت وقتلوهم فتراه يروي عن معاوية وعن عمرو بن العاص وعن أبي هريرة وعن مروان بن الحكم وعن مقاتل بن سليمان الذي عرف بالدجال، وعن عمران بن حطان عدو أمير المؤمنين وعدو أهل البيت، شاعر الخوارج وخطيبهم الذي كان يتغنى بمدحه لابن ملجم المرادي على قتله علي بن أبي طالب.
كما كان البخاري يحتج بحديث الخوارج والمرجئة والمجسمة وبعض لمجاهيل الذين لا يعرفون الدهر لهم وجودا.
وقد جاء في صحيحه إضافة إلى الكذب والتدليس من الرواة المشهورين بذلك، بعض الروايات السخيفة والبشعة. مثال ذلك ما رواه في صحيحه من كتاب النكاح باب ما يحل من النساء وما يحرم وقوله تعالى: حرمت عليكم أمهاتكم إلى آخر الآية.
قال في آخر الباب: لقوله تعالى وأحل لكم ما وراء ذلكم، وقال عكرمة عن ابن عباس إذا زنى بأخت امرأته لم تحرم عليه امرأته، ويروى عن يحيى الكندي عن الشعبي وأبي جعفر فيمن يلعب بالصبي إن أدخله فيه فلا يتزوجن أمه.
وقد علق على هذا الكلام شارح البخاري في الهامش بقوله: اللائق بمنصب العلماء أن يجلوا قدرهم عن كتب مثل هذا الكلام والتفوه به.
كما أخرج في صحيحه من كتاب تفسير القرآن باب نساؤكم حرث لكم عن نافع قال كان ابن عمر رضي الله عنهما إذا قرأ القرآن لم يتكلم حتى يفرغ منه، فأخذت عليه يوما فقرأ سورة البقرة حتى انتهى إلى مكان،