ومعنى ذلك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انتهى أمره وأصبح وجوده كالعدم.
وأنا أتحدى كل عالم له ضمير أن يتمعن فقط في هذه الواقعة بدون رواسب وبدون خلفيات فسوف تثور ثائرته على الخليفة الذي حرم الأمة من الهداية وكان سببا مباشرا في ضلالتها.
ولماذا نخشى من قول الحق ما دام فيه دفاع عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبالتالي عن القرآن وعن المفاهيم الإسلامية بأكملها، قال تعالى: فلا تخشوا الناس واخشون، ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا، ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون [المائدة: 44]. فلماذا يحاول بعض العلماء حتى اليوم في عصر العلم والنور جهدهم تغطية الحقائق بما يختلقونه من تأويلات متكلفة لا تسمن ولا تغني من جوع.
فإليك ما ابتكره العالم محمد فؤاد عبد الباقي في شرحه لكتاب اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان عند إيراده لحديث رزية يوم الخميس قال يشرح الواقعة (1).
- ائتوني بكتاب: أي ائتوني بأدوات كتاب كالقلم والدواة، أو أراد بالكتاب ما من شأنه أن يكتب فيه نحو الكاغد والكتف، والظاهر أن هذا الكتاب الذي أراده إنما هو في النصر على خلافة أبي بكر لكنهم لما تنازعوا واشتد مرضه صلى الله عليه وآله وسلم عدل عن ذلك، معولا على ما أصله من استخلافه في الصلاة. (ثم أخذ يشرح معنى هجر). قال: هجر: ظن ابن بطال أنها بمعنى اختلط، وابن التين أنها بمعنى هذى، وهذا غير لائق بقدره الرفيع، ويحتمل أن يكون المراد أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هجركم، من الهجر الذي هو ضد الوصل، لما قد ورد عليه من الواردات الإلهية، ولذا قال: في الرفيق الأعلى، وقال ابن الأثير إنه على سبيل