سبحانه قد حازه عمر بن الخطاب حتى جره وراءه بينما الناس لم يكن نصيبهم منه إلا ما يبلغ الثدي وبقيت أجسامهم عارية، وإذا كان العلم اختص به عمر بن الخطاب فلم يترك للناس شيئا من فضل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إذ أعطاه إليه فشربه كله ولم يفكر حتى في صاحبه أبي بكر الصديق (وهو لا شك العلم الذي خول عمر أن يغير أحكام الله بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، باجتهاده ولا شك أن اجتهاده من فضل ذلك العلم) وإذا كانت القوة والشجاعة قد اختص بها ابن الخطاب أيضا بعد الضعف الذي بدا على صاحبه أبي بكر وهذا صحيح، ألم يقل له أبو بكر مرة (لقد قلت لك أنك أقوى على هذا الأمر مني ولكنك غلبتني) فيغفر الله لأبي بكر لضعفه ولتقدمه في الخلافة عليه، لأن أنصار عمر من بني عدي وبني أمية ما رأوا رخاء وانتفاعا وغنائم وفتوحات مثل ما رأوه في زمانه.
نعم كل هذا فضل عمر بن الخطاب في الحياة الدنيا فلا بد أن يضمنوا له الجنة في الآخرة أيضا بمرتبة أكبر وأفضل من صاحبه أبي بكر. وقد فعلوا.
أخرج البخاري في صحيحه من كتاب بدء الخلق باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة وأخرج مسلم في صحيحه في كتاب فضائل الصحابة باب من فضائل عمر.
* عن أبي هريرة: رضي الله عنه قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إذ قال: بينما أنا نائم، رأيتني في الجنة، فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر، فقلت: لمن هذا القصر؟ فقالوا: لعمر بن الخطاب، فذكرت غيرته فوليت مدبرا، فبكى عمر، وقال: أعليك أغار يا رسول الله؟.
أخي القارئ أظنك فطنت إلى تنسيق هذه الروايات المكذوبة وقد سطرت على كل منها تحت عبارة واحدة مشتركة في كل الروايات التي