وبدلا من شكرهم وتقديمهم وتفضيلهم على غيرهم لامتثالهم أوامر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، نشتمهم ونكفرهم ونتبرأ منهم، فما هذا بإنصاف ولا هو معقول.
دعونا سيدي من أقوال التخريف والتزييف التي لم تعد تقوم على دليل وبرهان ولم تعد تنطلي على المثقفين من أبناء أمتنا، من أن الشيعة لهم قرآن خاص بهم، أو أنهم يقولون بأن صاحب الرسالة هو علي، أو أن عبد الله بن سبأ اليهودي هو مؤسس التشيع، إلى غير ذلك من الأقوال السخيفة المغرضة التي يشهد الله أنها من خيال أعداء الإسلام وأعداء أهل البيت وشيعتهم، والتي ما أوجدها إلا التعصب الأعمى والجهل المقيت.
وأنا أسأل سيدي العزيز أين علماء الهند من علماء الأزهر الشريف الذين أفتوا بجواز التعبد بمذهب الشيعة الإمامية منذ ثلاثين عاما، ومن علماء الأزهر الأعلام من يرى بأن الفقه الجعفري الذي تعمل به الشيعة هو أشمل وأثرى وأقرب إلى روح الإسلام من المذاهب الإسلامية الأخرى التي هي عيال عليه. وعلى رأس هؤلاء فضيلة الشيخ محمود شلتوت رحمه الله الذي ترأس الأزهر في حياته فهل أمثال هؤلاء العلماء لا يعرفون الإسلام والمسلمين؟ أم أن علماء الهند أعلم منهم وأعرف؟ فما أظنكم تقولون بذلك!!
سيدي الكريم أملي فيكم وطيد وقلبي إليكم مفتوح بالمحبة والشفقة والحنان، وقد كنت في ما مضى مثلكم محجوب عن الحقيقة وعن أهل البيت وشيعتهم، فهداني الله سبحانه إلى الحق الذي ليس بعده إلا الضلال، وتحررت من قيود التعصب والتقليد الأعمى، وعرفت بأن أغلب المسلمين لا زالت تحجبهم الإشاعات والأباطيل وتصدهم الدعايات عن الوصول إلى الحقيقة ليركبوا جميعا في سفينة النجاة ويعتصموا بحبل الله المتين فليس هناك كما تعلمون بين السنة والشيعة فرق إلا فيما اختلفوا فيه بعد الرسول من أجل الخلافة، وأساس الفرقة هو اعتقادهم في الصحابة،