توافقون على تكفير من تبرأ من يزيد وأبيه معاوية الذي كان يلعن عليا ويأمر بلعنه بل ويقتل كل من امتنع عن ذلك من خيرة الصحابة كما فعل مع حجر بن عدي الكندي وأصحابه، وسنها سنة متبعة دامت سبعون عاما، وهو يعلم قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من سب عليا فقد سبني ومن سبني فقد سب الله. كما أخرج ذلك صحاح أهل السنة. إضافة إلى ما قام به من أعمال تتنافى مع الإسلام، وقتله الأبرياء والصلحاء من أجل أخذ البيعة لابنه يزيد بالقهر والقوة، وقتله الحسن بن علي عن طريق جعدة بنت الأشعث، إلى جرائم أخرى كثيرة يذكرها له التاريخ عند أهل السنة كما يشهد له بها شيعة علي.
فما أظنكم سيدي توافقون على كل ذلك، وإلا فعلى الإسلام السلام، وعلى الدنيا العفا. وعندها لا يبقى بعد ذلك مقاييس ولا عقل ولا شرع ولا منطق ولا دليل.
والله سبحانه وتعالى يقول: يا أيها الذين آمنوا اتقوا وكونوا مع الصادقين.
ولقد صدق والله عالم الباكستان المغفور له أبو الأعلى المودودي رحمه الله عندما ذكر في كتابه المسمى بالخلافة والملك في صفحة 106 نقلا عن الحسن البصري قوله:
أربع خصال كن في معاوية لو لم تكن له إلا واحدة لكانت موبقة له:
1 - أخذه الأمر من غير مشورة المسلمين وفيهم بقايا الصحابة ونور الفضيلة.
2 - استخلافه بعده ابنه السكير الخمير الذي يلبس الحرير ويضرب الطنابير.
3 - إدعاؤه زيادا وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الولد للفراش وللعاهر الحجر.