والصحابة رضي الله عنهم اختلفوا فيما بينهم حتى لعنوا بعضهم بل وتحاربوا وقتل بعضهم بعضا.
فإن يكن الاختلاف فيهم خروجا عن الإسلام فالصحابة هم أولى بهذه التهمة والعياذ بالله. ولا أعتقد بأنكم ترضون بذلك والإنصاف يدعوكم أن لا ترضوا بإخراج الشيعة عن الإسلام وكما دأب الشيعة على تقديس أهل البيت واحترامهم كذلك دأب السنة على احترام الصحابة وتقديسهم أجمعين وشتان بين الموقفين، فإذا كان الشيعة في ذلك مخطئين فأهل السنة أولى بالخطأ، لأن الصحابة بأجمعهم يقدمون على أنفسهم أهل البيت ويصلون عليهم كصلاتهم على النبي ولم نعرف أحد من الصحابة رضوان الله عليهم قدم نفسه أو فضلها على أهل بيت المصطفى في علم أو في عمل.
فالوقت قد حان لرفع المظلمة التاريخية عن شيعة أهل البيت والتقارب معهم والتآخي والتعاون على البر والتقوى - ويكفي هذه الأمة إراقة الدماء وإثارة الفتن.
فعسى الله سبحانه يجمع بكم الكلمة ويلم بكم الشتات ويرتق بكم الفتق ويداوي بكم هذه الجراح ويخمد بكم نار الفتنة ويخزي بكم الشيطان وحزبه فتكونون عند الله من الفائزين خصوصا وأنكم من سلالة العترة الطاهرة على ما أسمع، فاعملوا على أن تحشروا معهم وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون. وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وفقكم الله وإيانا لما فيه خير البلاد والعباد وجعلكم الله وإيانا من العاملين المخلصين لوجهه الكريم.
أبعث لسيادتكم وبصحبة هذه الرسالة نسخة من كتاب ثم اهتديت الذي ألفته بخصوص هذا الموضوع هدية مني إليكم عسى أن يجد لديكم القبول.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته المخلص محمد التيجاني السماوي التونسي