الأمانة وبلغ الرسالة ونصح للأمة، فلماذا هذه التفرقة والعداوة والبغضاء والتنابز بالألقاب، وتكفير بعضنا البعض.
وأنا بدوري أقف وقفة صريحة هنا لأقول لكل المسلمين بأن لا خلاص ولا نجاة ولا وحدة ولا سعادة ولا جنة إلا بالرجوع إلى الأصلين الأساسين كتاب الله وعترة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وإلا بالركوب في سفينة النجاة وهي مركب أهل البيت عليهم السلام. وليس هذا القول كلاما من اختراعي، إنما هو كلام الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، إن المسلمين اليوم أمام اتجاهين اثنين في طريق الوحدة المنشودة.
الأول: هو أن يقبل أهل السنة والجماعة بمذهب أهل بيت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وهو ما يأخذ به الشيعة الإمامية الاثنا عشرية، ويصبح بذلك المذهب الخامس لديهم ويتعاملون مع نصوص الفقهية بالنحو الذي يتعاملون به مع المذاهب الإسلامية الأربعة، فلا ينقصونه ولا ينبزون معتنقيه بشئ ويتركون للطلبة والمثقفين حرية اختياره المذهب الذي يقتنعون به، وضمن نفس السياق فإن على المسلمين - سنة وشيعة - القبول بالمذاهب الإسلامية الأخرى كالأباضية والزيدية.. ورغم أن هذا الاتجاه يمثل حلا يوفر على أمتنا كثيرا من التنافر والتفرقة إلا أنه لا ينهض إلى مستوى المعالجة الحاسمة للمعضل التاريخي الذي تعيشه منذ قرون.
* الاتجاه الثاني: هو أن يتوحد المسلمون كافة على عقيدة واحدة رسمها كتاب الله ورسوله وذلك عن طريق واحد وصراط مستقيم وهو اتباع أئمة أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، ولهذا السبب فالمسلمون كافة سنة وشيعة متفقون على أعلميتهم وتقدمهم في كل شئ من تقوى وورع وزهد وأخلاق وعلم وعمل، ويختلف المسلمون في الصحابة، فليدع المسلمون ما اختلفوا فيه إلى ما اتفقوا عليه، من باب قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم دع ما يريبك إلى ما لا يريبك. فتجتمع بذلك الأمة وتتوحد على قاعدة أساسية هي مدار كل شئ أسسها صاحب الرسالة في قوله:
تركت فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا أبدا،