ولم أكن أصدق، معتقدا بأنه مبالغة في التشويه، ولكن ما شاهدته وما سمعته من خلال زيارتي يبعث حقا على الحيرة والاستغراب وأيقنت بأن هناك نوايا خسيسة ومؤامرات خطيرة تحاك ضد الإسلام والمسلمين للقضاء عليهم جميعا سنة وشيعة ومما زاد يقيني وضوحا وعلمي رسوخا تلك المقابلة التي دارت بيني وبين مجموعة من علماء أهل السنة يتقدمهم الشيخ عزيز الرحمن مفتي الجماعة الإسلامية وكان اللقاء في مسجدهم بومباي وبدعوة منهم.
وما أن حللت بينهم حتى بدأ الازدراء والتهكم والسب واللعن لشيعة آل البيت، وقد أرادوا بذلك استفزازي وإثارتي لعلمهم مسبقا بأني قد ألفت كتابا يدعو للتمسك بمذهب أهل البيت سلام الله عليهم. ولكني فهمت قصدهم وتمالكت أعصابي وابتسمت لهم قائلا: أنا ضيف عندكم وأنتم الذين دعوتموني فجئتكم مسرعا ملبيا، فهل دعوتموني لتسبوني وتشتموني، وهل هذه هي الأخلاق التي علمكم إياها الإسلام؟؟
فأجابوني بكل صلافة بأني لم أكن يوما في حياتي مسلما لأنني شيعي والشيعة ليسوا من الإسلام في شئ وأقسموا على ذلك.
قلت: اتقوا الله يا إخوتي فربنا واحد ونبينا واحد وكتابنا واحد وقبلتنا واحدة، والشيعة يوحدون الله ويعملون بالإسلام اقتداءا بالنبي وأهل بيته، وهم يقيمون الصلاة، ويؤتون الزكاة ويحجون بيت الله الحرام، فكيف يجوز لكم تكفيرهم؟؟
أجابوني: أنتم لا تؤمنون بالقرآن، أنتم منافقون تعملون بالتقية وإمامكم قال:
التقية ديني ودين آبائي. وأنتم فرقة يهودية أسسها عبد الله بن سبأ اليهودي.
قلت لهم مبتسما: دعونا من الشيعة، وتكلموا معي أنا شخصيا فقد كنت مالكيا مثلكم واقتنعت بعد بحث طويل بأن أهل البيت هم أحق وأولى بالاتباع، فهل عندكم حجة تجادلوني بها، أو تسألوني ما هو دليلي وحجتي عسى أن نفهم بعضنا بعضا؟