لا يفرق بين أحاديث النبي وأحاديث كعب الأحبار حتى ضربه عمر بن الخطاب ومنعه من الرواية في قضية خلق الله السماوات والأرض في سبعة أيام.
وما دام أهل السنة والجماعة يثقون في البخاري ومسلم ويجعلون منهما أصح الكتب وما دام هؤلاء يعتمدون على أبي هريرة حتى أصبح عمدة المحدثين وأصبح عند أهل السنة راوية الإسلام فلا يمكن والحال هذه أن يغير أهل السنة والجماعة عقيدتهم إلا إذا تحرروا من التقليد الأعمى، ورجعوا إلى أئمة الهدى وعترة المصطفى وباب مدينة العلم الذي منه يؤتى.
وهذه الدعوى لا تختص بالكبار والشيوخ ولكن الشباب المثقف من أهل السنة والجماعة كذلك ومن واجبه أن يتحرر من التقليد الأعمى ويتبع الحجة والدليل والبرهان. السؤال الثاني: حول العدل الإلهي والجبر يقول الله سبحانه في كتابه العزيز: وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر [الكهف: 23]. لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي [البقرة:
256]. فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره [الزلزلة:
8]. إنما أنت مذكر لست عليهم بمصيطر [الغاشية: 22]. فكيف تقبلون بالأحاديث المروية في صحيح البخاري وصحيح مسلم بأن الله سبحانه قدر على عباده أفعالهم قبل أن يخلقهم فقد روى البخاري في صحيحه (1) قال: أحتج آدم وموسى فقال له موسى: يا آدم أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنة. قال له آدم: يا موسى اصطفاك الله بكلامه وخط لك بيده أتلومني على أمر قدره الله علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة فحج آدم موسى ثلاثا