أما الذين استسلموا ولما دخل الإيمان في قلوبهم وصاحبوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رغبة ورهبة أو لحاجة في نفس يعقوب ووبخهم القرآن وهددهم توعدهم، وحذرهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحذر منهم ولعنهم في عدة مواطن، وسجل لهم التاريخ أعمال ومواقف شنيعة أما هؤلاء فليسوا جديرين بأي احترام ولا تقدير فضلا عن نترضى عليهم وننزلهم منزلة النبيين والشهداء والصالحين.
وهذا لعمري هو الموقف الحق الذي يزن الموازين بالقسط ولا يتعدى حدود ما رسمه الله لعباده من موالاة المؤمنين ومعادة الفاسقين والبراءة منهم قال تعالى في كتابه العزيز: ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم ويحلفون على الكذب وهم يعلمون * أعد الله لهم عذابا شديدا إنهم ساء ما كانوا يعملون * اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله فلهم عذاب مهين * لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون * يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شئ ألا إنهم هم الكاذبون * استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون * إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين * كتب الله لأغلبن أنا وسلي إن الله قوي عزيز * لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم، أولئك كتب في قلوبهم الإيمان، وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون [المجادلة: 14 - 22].
صدق الله العلي العظيم ولا يفوتني في هذا الصدد أن أسجل بأن الشيعة هم على حق لأنهم لا يلقون بالمودة إلا لمحمد وأهل بيته وللصحابة الذين ساروا على نهجهم