السيف والسياسة - صالح الورداني - الصفحة ٤٣
إما الروايات التي تناقض روايات عائشة فهي الروايات التي تتحدث عن تغسيل الإمام علي للرسول ووفاته بين يديه..
ويلاحظ أن هذه الروايات لم تروها كتب الصحاح مثل البخاري ومسلم. وإنما رواها ابن سعد في طبقاته وأحمد في مسنده والطيالسي، وغيرهم. أما الأحاديث التي روتها عائشة فقد رواها البخاري ومسلم.
والهدف من وراء هذا الأمر هو دفع المسلمين إلى تبني موقف عائشة أو بمعنى آخر تبني الخط الأموي والتشكيك في خط آل البيت حيث أن البخاري ومسلم محل ثقة المسلمين لصحة أحاديثهما وإجماع الأمة عليهما.
والحق أن تقديم البخاري ومسلم على غيرهما من كتب الأحاديث إنما هي قضية سياسة في المقام الأول ولا صلة لها بالشرع. فهذان الكتابان يخدمان خط بني أمية وخط الحكام ويعاديان خط آل البيت وإن كان موقف البخاري أشد عداءا من موقف مسلم. إلا أن موقف مسلم أشد عداءا من الكتب الأخرى.. (82) والباحث في مسألة الاجماع على صحة هذين الكتابين سوف يتبين له أن مسألة الاجماع هذه مشكوك فيها.. (83) إلا أن هذا لا يعني أن هناك أحاديث صحيحة في كتب الأحاديث غير البخاري ومسلم وعلى رأسها حديث غدير خم المذكور سابقا والذي رواه أحمد والنسائي والترمذي وغيرهم..
من هنا فإننا بمناسبة الحديث عن البخاري ومسلم نتوجه بالدعوة إلى الفقهاء والمتخصصين من أهل الحديث والأثر إلى العمل على جمع الأحاديث الصحيحة كلها في كتاب واحد بما فيها البخاري ومسلم والأحاديث الواردة بطرق آل البيت المعمول بها عند الشيعة الإمامية مع ملاحظة ضبط هذه الأحاديث بالقرآن بحيث يتم استثناء الأحاديث المتناقضة معه. فهذه هي الخطوة الأولى والأساسية على طريق الوحدة الإسلامية..

(٨٢) أنظر لنا فقه الهزيمة فصل السنة. وانظر تأملات في الصحيحين ط بيروت.
(٨٣) أنظر أضواء على السنة المحمدية ط القاهرة والمرجعين السابقين..
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 49 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة