لماذا يحاول ابن تيمية أن ينفي عنهما شرف الامتثال لطاعة الرسول والجهاد في سبيل الله؟.
إن ابن تيمية قد اتخذ هذا الموقف في معرض رده على العلامة الحلي أبرز علماء الشيعة المعاصرين له. وقد اضطر في مواجهته إلى التشكيك في حديث الثقلين المروي في صحيح مسلم وهو ما دأب ابن تيمية على فعله في مواجهة خصومه من العلماء داخل أهل السنة وخارجها خاصة من الشيعة.. (29) والطريف في هذا الأمر هو تجهيز أبو بكر للجيش بعد وفاة الرسول وبعثه إلى الروم.. يقول ابن حجر: ولما جهزه أبو بكر بعد أن استخلف سأله - أي أسامة - أن يأذن لعمر بالإقامة - في المدينة - فأذن.. تأمل.. (30) لماذا عمل أبو بكر على استثناء عمر من جيش أسامة..؟
لقد جهز أبو بكر الجيش امتثالا لأمر الرسول حيث أنه قد رفع شعارا مفاده إنما أنا متبع وليست بمبتدع.. وعمد إلى تقليد الرسول في كل مواقفه وممارساته.. فإذا كان هو كذلك فلماذا عمل على استثناء عمر. أليس ذلك مخالفة لسنة الرسول وأمره. وهو قد استثنى نفسه بحكم تسلمه الخلافة فبأي حجة استثنى عمر..؟
هل يمكن أن نتهم أبو بكر بالسطحية في فهم النصوص إذ أن الغرض من بعث أسامة قد انتفى بوفاة الرسول واستخلافه. بينما هو يصر على خروجه ويستثني منه عمر. أم أن أبا بكر يحاول أن يموه على الهدف الحقيقي من بعثة أسامة؟
ولنترك القوم مع جيش أسامة على أبواب المدينة ينتظرون ويراقبون من بعد تطورات مرض الرسول (صلى الله عليه وسلم) وهم بموقفهم هذا قد تحايلوا على أمر الرسول: فلا هم نفذوا أمره ولا هم ظاهرون أمامه. وبدا وكأنهم يوهمون الرسول أنهم خرجوا..
هل مثل هذا السلوك يصح من أناس تخرجوا من مدرسة الرسول..؟