آل البيت. غير أن خط آل البيت لم يقدر له البروز إلا في بعض فترات العصر العباسي وكانت أول صور البروز الفاعلة على يد الإمام جعفر الصادق في عهد الخليفة المنصور. بينما كان الخط الأموي هو السائد وقنواته هي القنوات المشروعة..
من هنا حرم الفكر الإسلامي من الاستفادة بخط آل البيت الذي عزل عنه تحت ضغط السياسة ليصبح الخط الأموي هو المصدر الوحيد له.
ولذا فقد اعتمد الفكر الإسلامي على مرتكزات الإسلام الأموي وأنبنت على أساسها مفاهيمه وتصوراته وأطروحته بشكل عام..
لقد انعكست على هذا الفكر قضية الروايات المختلقة..
وانعكست عليه نظرية الرأي الواحد..
وانعكست عليه فكرة الحكم الإلهي..
وأخطر هذه الانعكاسات إنما تنحصر في هذا الكم من الروايات المختلقة التي بني الإسلام الأموي على أساسها وتأثر هذا الفكر بها. فعلى أساس هذه الروايات أضفيت المشروعية على حكام بني أمية والحكام من بعدهم حتى يومنا هذا..
وعلى أساس هذه الروايات أضفيت المشروعية والقداسة على العناصر التي تم انتخابها من بين الصحابة لتكون مصدرا للتلقي والتوجيه..
وعلى أساس هذه الروايات استنبطت الأحكام الفقهية التي سارت الأمة على أساسها حتى اليوم والتي نتجت عنها الكثير من المشكلات التي عانى منها المجتمع المسلم ولا زال يعاني وكانت الرواية ولا تزال سلاحا يشهر في وجه المخالفين وأصحاب الرأي من أجل إرهابهم وإلزامهم بالسير وفق الخط السائد.. (27)