السيف والسياسة - صالح الورداني - الصفحة ١٨٧
الموالي والجنسيات الأخرى غير العربية وعلى رأسهم الفرس الذين وجدوا في طرحه ما ينشدون من العدل والمساواة والحرية وهو ما كانوا يفتقدونه في الطرح الأموي الذي كان يقوم على أساس القبلية والعنصرية..
ولعل هذا يفسر سر ارتباط الفرس بالإمام علي وآل البيت من بعده إذ وجدوا في خطهم الخلاص من الظلم والتفرقة العنصرية التي كانوا يعيشونها في ظل بنى ومما سبق يتبين لنا مدى الفروق الشاسعة والهوة السحيقة بين دولة الإمام علي ودولة بني أمية التي يمكن تحديدها فيما يلي:
* إن دولة الإمام علي هي دولة متغيرة حسب متطلبات الواقع ومصالح الجماهير بينما دولة الأمويون ثابتة المعالم والأطر.
* إن دولة الإمام علي دولة جماهير بينما دولة معاوية وقومه دولة حكام..
* إن دولة الإمام هي دولة العدل والمساواة والشورى بينما هذه الأسس الثلاث لا وجود لها في واقع الدول الأخرى..
* إن دولة الإمام علي هي دولة الحوار بينما الدول الأخرى عدوة له وتغلق الأبواب أمامه..
لقد ارتبطت فكرة الدولة في الطرح السني بالاستبداد والفصل بين سلطة الفقهاء وسلطة الحكام وعدم التدخل في شؤون الحاكم والاستسلام المطلق له وهذه هي أخطر انعكاسات الإسلام الأموي مما أدى إلى ضياع الشورى والعدل والمساواة من واقع المسلمين..
بينما ارتبطت فكرة الدولة في طرح آل البيت بالشورى وعدم الفصل بين السلطتين لضرورة أن يكون الحاكم فقيها كما ارتبطت بالعدل والمساواة والجماهير ووضعت الحاكم تحت رقابتها..
ويحاول الطرح السني أن يلزم الأمة بفكرة ثابتة وشكل ثابت للدولة الإسلامية وهو الشكل الذي تمخض عن الواقع القبلي الأموي والذي يقوم على سلطة
(١٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة