السيف والسياسة - صالح الورداني - الصفحة ١٨٦
عنك جلابيب ما أنت فيه من دنيا قد تبهجت بزينتها وخدعت بلذتها دعتك فأجبتها وقادتك فاتبعتها وأمرتك فأطعتها.. (20) وفي كتاب آخر يقول له: أما بعد فإنا كنا نحن وأنتم على ما ذكرت من الألفة والجماعة ففرق بيننا وبينكم أمس أنا آمنا وكفرتم. واليوم أنا استقمنا وفتنتم وما أسلم مسلمكم إلا كرها وبعد أن كان أنف الإسلام كله لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) حزبا.. (21) ويقول الإمام في الخوارج حين رفعوا شعار لا حكم إلا لله: كلمة حق يراد بها الباطل. نعم لا حكم إلا لله. لكن هؤلاء يقولون: لا إمرة إلا لله.. (22) ويقول مخاطبا الخوارج لما حكموا على الإمام بالخطأ في التحكيم وشرطوا للعودة إلى طاعته أن يعترف بأنه كان قد كفر ثم آمن: أصابكم حصب - ريح شديدة - ولا بقي منكم آبر. أبعد إيماني بالله وجهادي مع رسول الله أشهد على نفسي بالكفر. لقد ضللت إذا وما أنا من المهتدين.. (23) وكان الإمام علي قد أرسل ابن عباس ليحاور الخوارج بعد أن انشقوا عليه.
وأقام ابن عباس عليهم الحجة وعاد معه منهم ثلاثة آلاف.. (24) ولقد اضطر الإمام لمقاتلة الخوارج فيما بعد إلا أنه لم يقاتلهم بسبب الأفكار التي تبنوها أو بسبب خروجهم عليه وإنما قاتلهم بسبب عدوانهم على المسلمين واستباحتهم دماءهم وأموالهم وهم بهذا الفعل قد استووا مع المحاربين الذين يسعون في الأرض فسادا ويجب على الإمام استئصالهم.
إن تبني الإمام علي لنهج الشورى والعدل والمساواة والحوار قد جذب إلى نهجه

(20) المرجع السابق ج‍ 2 / 10 / 546 (21) المرجع السابق ج‍ 2 / 65 / 662..
(22) المرجع السابق ج‍ 1 خطبة 4 / 163..
(23) المرجع السابق ج‍ 1 / خطبة 58 / 179..
(24) أنظر محاورة ابن عباس للخوارج في كتاب جامع بيان العلم ط القاهرة..
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة