السيف والسياسة - صالح الورداني - الصفحة ١٧٥
أربعة خطوط برزت بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وسلم) خط آل البيت بقيادة الإمام علي وهو يمثل الإسلام النبوي..
وخط أبو بكر وعمر وهو يمثل الإسلام القبلي..
وخط عثمان ومعاوية وهو يمثل الإسلام الأموي..
وخط الخوارج وهو يمثل الإسلام القشري..
وقد انتهى الإسلام القبلي بمصرع عمر وبقيت في الساحة الخطوط الثلاثة الأخرى..
بقي خط آل البيت في أبناء الإمام علي من بعده ثم في شيعتهم من بعدهم..
وبقي الإسلام الأموي في كنف الحكومات حتى يومنا هذا..
وبقي الإسلام القشري منبوذا ومحاصرا حتى تبنته الحركة الوهابية وقامت بنشره الدولة السعودية بين صفوف المسلمين والتيارات الإسلامية المختلفة في كل مكان..
ولقد تغلغل الإسلام الأموي في الفكر الإسلامي على مر الزمان حتى صبغه بصبغته ثم جاء الإسلام القشري ليلقي بظلاله على هذا الفكر مع الحقبة النفطية المعاصرة بينما قدر للإسلام النبوي أن يظل محصورا في فئة قليلة مستضعفة هي فئة الشيعة. ويظل بعيدا عن الأضواء محاربا من الحكومات حتى قيض الله له دولا رفعت رايته وقوت شوكته في عدة بقاع ولفترة من الزمن.
ومن أشهر هذه الدول الدولة الفاطمية في مصر. والدولة الصفوية في إيران.
إلا أن البروز المعاصر للإسلام النبوي على يد الثورة الإسلامية في إيران يعد أكثر الصور فاعلية وتأثيرا في التاريخ الإسلامي إذ بعثت الروح في هذا الإسلام بعد أن طمرته السياسة قرونا طويلة..
من هنا فنحن اليوم نعاصر ثلاث صور للإسلام:
الأول: الإسلام الحكومي الذي تفرخ من الإسلام الأموي..
(١٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 169 170 171 172 173 175 176 177 178 179 180 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة