لقد كان الإمام نموذجا خاصا تربى تربية خاصة ومنح علما خاصا ووضع على كاهله القيام بدور خاص..
ولعل قول الرسول صلى الله عليه وسلم في الإمام: إن منكم من يقاتل على تأويل هذا القرآن كما قاتلت على تنزيله (16). وهو علي خاصف النعل كما أشارت الرواية. قول الرسول هذا يؤكد وجود هذا العلم الخاص لدى الإمام. فالرسول كان يقاتل المشركين على علم. والإمام يقاتل المسلمين على علم أيضا. بل الحاجة للعلم في مقاتلة أهل القبلة من المسلمين أشد من الحاجة إليه في مواجهة المشركين.
فكون الإمام يواجه عائشة زوجة النبي ويقاتلها لا بد وأن يكون لديه علم خاص.
وكون الإمام يواجه معاوية وابن العاص والمغيرة وغيرهم ويقاتلهم لا بد وأن يكون لديه علم خاص.
وكون الإمام يواجه الخوارج وقد كانوا من أتباعه ويقاتلهم لا بد وأن يكون لديه علم خاص..
إن الإمام علي لم يشهر سيفا في مواجهة المشركين بعد الرسول صلى الله عليه وسلم بل شهر سيفه في مواجهه أهل القبلة وهذا أمر له دلالاته الهامة والتي تشير إلى اختصاصه بهذا العلم.
ولقد بشر الرسول صلى الله عليه وسلم بخروج عائشة وقتالها لعلي (17).
وبشر بظهور بني أمية وقتالهم علي (18).