السيف والسياسة - صالح الورداني - الصفحة ١١٥
إلا أن النصوص التاريخية والنبوية لا تؤكد دخوله هو وأبوه في دائرة الإسلام فلم يظهر من كلاهما ما يبدد شبهة الكفر عنهما.
لكن فقهاء القوم بدلا من أن يبحثوا هذه المسألة قاموا بدعم بني أمية وعلى رأسهم معاوية وإضفاء المشروعية عليهم ولم يحاول أحد منهم التشكيك في الروايات المخترعة من أجل رفع مكانته ودفع المسلمين إلى الثقة فيه..
وإذا أردنا تتبع تاريخ معاوية فلن نكتشف له شيئا يذكر في المحيط الإسلامي.
فلا هو بصاحب شجاعة ولا هو رجل سيف..
ولا هو صاحب علم ولا هو صاحب فضل..
ولا هو احتك بالرسول ولا هو احتك بالصحابة.
فمن أين جاءته تلك المكانة التي وضعوه فيها؟.
وكيف للقوم إن يساووا مثل هذا بالإمام علي..؟ إن أهم ملامح شخصية معاوية هي المكر والخديعة والغدر وهي ملامح عباد الدنيا وأهل الفجور ولولا تحالف ابن العاص وأبو هريرة معه ما استقام له الأمر ولا ظل له ذكر..
فابن العاص دعمه بخططه ودهائه.
وأبو هريرة دعمه برواياته التي نسبها إلى الرسول (ص)..
ثم إن الأحداث خدمته في النهاية ويسرت له الطريق نحو التمكن والسيادة على المسلمين ولم يكن له دور أو فضل في ذلك..
فالذين وقفوا على الحياد خدموه..
والذين حاربوا الإمام علي خدموه..
والذين اغتالوا الإمام علي خدموه..
والذين خذلوا الإمام الحسن خدموه..
والتي اغتالت الإمام الحسن خدمته.
يروي ابن حجر: كان معاوية بمنى وهو غلام مع أمه إذ عثر. فقالت قم
(١١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 110 111 112 113 114 115 116 117 119 121 122 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة