السيف والسياسة - صالح الورداني - الصفحة ١١٧
ومثل هذه العناصر صاحبة تاريخ مشبوه وليست بذا ثقل في واقع الدعوة ولم تكن صاحبة مكانة (34) في حياة الرسول (ص) بل كانت منبوذة مذمومة..
من هنا فقد عملت هذه العناصر على القيام بحملة دعاية واسعة الهدف منها إضفاء المشروعية على مواقفهم وممارساتهم ورفع مكانتهم أمام المسلمين: فكان أن قاموا باختراع الروايات ونسبتها للرسول تلك الروايات التي تزكيهم وتضع الحق إلى جانبهم وتموه على الجانب الآخر وتسهم في جذب المسلمين من التابعين إلى صفوفهم.. (3) من هنا فقد استطاع معاوية بمعونة أبي هريرة وابن العاص أن يشكلوا جبهة دعاية واسعة استطاعوا بواسطتها أن يغرروا بالمسلمين ويعزلوهم من خط آل البيت..
وكان وقوف عدد من الصحابة على الحياد في الصراع الدائر بين الإمام ومعاوية قد شكل وسيلة دعم لمعاوية وضربة للإمام علي. إذ دفع بكثير من المسلمين إلى التشكك في جدوى الصراع وهذا أمر في صالح معاوية بلا شك..
وعلى رأس الذين وقفوا على الحياد عبد الله بن عمر وسعد بن أبي وقاص ومحمد بن مسلمة.
وليس من المعقول تصور أن ابن عمر وهؤلاء المحايدين كانوا يجهلون حقيقة الموقف. وإن سلمنا (36) لهم بذلك. فكيف نسلم بجهلهم بحقيقة أبي هريرة وابن العاص ومعاوية..؟.

(34) أنظر لنا فقه الهزيمة باب الرجال. وكتاب الخدعة..
(35) نهج البلاغة. ج‍ 1 / خطبة رقم 198..
(36) أنظر تراجم هؤلاء في أسد الغابة والإصابة والاستيعاب.. وابن عمر أحد ركائز الخط الأموي وعقيدة وفقه أهل السنة
(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 119 121 122 123 124 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة